السبت، ١٠ محرم ١٤٢٩ هـ

البحرُ يشهقُ في دمي!



هلّا أعرتَ مدامعي قلماً وفاهْ



كي تكتُبَ المنفى وكي تشكو جفاهْ



يا بحرُ رملُ مدينتي كَرْمٌ فما



دُسْنا على صهبائه إلا حُفاهْ



يا بحرُ حرفُ الشوقِ جُنّ بداخلي





فتمخّضتْهُ بلهجتي كلُّ الشفاهْ




وإذا تحرّك في حشا الأمواجِ تعصفُ



نائحاتُ الريحِ بي و تهبُّ آآآآه !



الليلُ يغشى البحرَ واللُججُ اضطرامُ



ثلاثِ ظُلْماتٍ تُبددُها رؤاهْ


؛؛؛؛؛؛


وأنا كما الجَزْرِ انكمشتُ وكنتُ مدّاً



عارياً في الحُبِّ..نشوانَ المرايا



فاسْتحى (الكورنيشُ) مما قد رآهْ!




وتحَمْحمَ النخلُ الأصيلُ وشمّرَ الرملُ الخجولُ




ثيابهُ كي لا تُبلّلها المياهْ!




لكنّ مدّي فارِعٌ شَبِقٌ تمرّغَ في عناقيدِ الحياهْ




وهوى ذراعاهُ جناحا نورسٍ ثَمِلٍ



يخالُ البدرَ يرقُصُ في رؤوسِ الموجِ..



جاء يضُمّهُ..فأتى ضياهْ!


؛؛؛؛؛؛


يا بحرُ إني قد رأيتُ الشمسَ تعصُرُ خمرَها في مقلتيكَ



رأيتُ سِرْبَ نوارِسٍ



أكلتْ من الرأسِ المُسمّرِ فوق شطْئي كاهليكَ




ألا فنبئني بتأويلٍ لرؤيايَ التي ـ يا بحرُ ـ







قد ضاقتْ عليكَ




فهاهنا تترنّحُ الحوريةُ الشقراءُ سُكْراً




ريثَ تمخُرُ صدركَ المُكتظّ ورداً أزرقاً







وجدائلاً بيضاَ..كأن عُبابكَ







الباقاتُ قد لُفّتْ بأهدابِ الزّبدْ




وهنا السماءُ كخيمةٍ نُصِبتْ عليكَ بلا عَمَدْ




والليلُ محضُ قصيدةٍ كُتِبتْ بخطٍ أفعوانيٍ




وها لدغَ المدى فازْرَقّ كاحِلُهُ..




وبانَ الفَجرُ يصرُخُ ياااااا مَدَدْ..




وهنا حديثُ الروحِ عند الصُّبحِ يغتابُ الجسدْ!




؛؛؛؛؛؛



يا بحرُ إن الشمسَ تدنو..




إنها تسقيكَ من قُبَلِ الوداعِ اللاهبهْ




أدري ولا يكفيكَ دِنٌّ واحدٌ..



بحرُ الغوايةِ أنتَ.. فاظمأْ



ثمّ راوِدها أُصيلالاً وقُلْ للأفقِ:




شمسُكَ غائبة!