الاثنين، ٢٣ شوال ١٤٣٠ هـ

كِسرةُ شِعر..!



لوحة الأمل للفنان جورج فريدريك واتس



مؤلمٌ أن أحضنَ الشمسَ وقد أفلتَ من كفّيَّ خيطٌ من شُعاعْ..

مؤلمٌ أن أجمعَ القَطْرَ من المُزْنِ ولا أقدِرُ جمْعَ الدّمعِ في لحظةِ حُبٍ أو وداعْ..

مؤلمٌ أن أُخفيَ الحُزنَ الذي يطفو على وجهيَ بالبسمةِ كم تضحكُ أوجاعيَ من هذا الخِداعْ..

مؤلمٌ حينَ رماني اللهُ في فوَّهةِ الأرضِ..أنا التفاحةُ الذنبُ..أنا حُزنُ يدَيْهِ ..

كُلّما يقذِفُني بُرْكانُها..أبحثُ في الأُفقِ عن الطيرِ الذي يحمِلُني يومًا إليهِ..

لِمَ أبدو كصغيرٍ تائهٍ عن والديهِ.؟وبعيني دمعةٌ صاخبةٌ تسْعى..بآلامِ المساكينِ..

بِصَاعَيْنِ من اللّوعةِ..كي أخبزَها كِسْرةَ شِعْرٍ للجياعْ..!

مؤلمٌ حينَ بنى جسميَ آلافَ الخلايا..

كُلّما زِدتُ رُسوخًا في الدُّنى زدتُ بلايا..

لهْفَ نفسي هذه الروحُ فما عادَ لها فيَّ اتِّساعْ.!

مؤلمٌ حدَّ الضّياعْ..أن يموتَ الليلُ في عَينيَّ والأنجمُ حُبلى..

أن يصيرَ الكونُ في رأسيَ أفكارًا وسؤلا..

أن أرى ما قبلُ بعدًا وأرى ما بعدُ قبلا..!

أن أظنّ الليلَ إنْ عَسْعسَ في أنحاءِ أوراقيَ بِدْعًا ونُبوءاتِ اختراعْ..!

مؤلمٌ أن يحرقَ الشِعرُ جناحيَّ إذاما مسّني الحُبُّ تراءى بشواظٍ وتمادى بانْدِلاعْ..

مؤلمٌ هذا اليراعْ.!مؤلمٌ حدّ انتهاءِ القُبلةِ البِكْرِ ولم يكتمل السّكرُ..

متى تنسكبُ الخمرةُ من عنقودِ أهدابٍ متى تُزبدُ بالنّشوةِ أقداحُ العيونْ.؟

مؤلمٌ حدَّ الجنونْ..

حينما ألقيتُ في البحرِ زُجاجاتِ كلامٍ مِلؤهنَّ الحُبُّ والذنبُ فما حرَّكَ مَوْجًا وتهادى بِسُكونْ.!

حينما ألقيتُ مرسايَ على شَطِّ الهوى أحضنُهُ صدَّ رُجوعي وحكاياتِ دموعي ذلكَ القاسي الحنونْ..!

مؤلمٌ أن يجريَ الفُلْكُ بأحشائيْ وأنْ يعبثَ مفتونًا بآلاميْ

فيا شِعرُ لماذا تنزف الآنَ على هذي الرِّقاعْ.؟

هكذا يُصبحُ قُرّائيَ أفلاكًا ويغدو القلمُ الجاري شِراعْ..!


إيمان الحمد




الأربعاء، ٩ صفر ١٤٣٠ هـ

أسطورةٌ أُخرى



إنما أنتَ أنا

تكتُبُنا عشرُ حِجَجْ..

مُذْ أفاقتْ نبتةُ الغارِ التي كنتُ

تمطّتْ..فتثاءبتُ

وها أنتَ أبولو!

تجمعُ الغارَ أكاليلاً وترويني بعينيكَ إلى أن

شهقَ الحبُ بأنحائي سريعاً واختلجْ..

وأنا إذ ذاكَ بنتُ النهرِ

لكنْ

ما فهمتُ الحُبَّ في تلكَ اللُجَجْ..

فبعثتَ الروحَ في جذعي..وعرّيتَ غصوني
..ذاتَ نجوى..من وُرَيقاتِ الحَرَجْ.!


إنما أنتَ أنا

لونٌ من الشمسِ دنا

من قطرتي ثمّ تمادى وامتزجْ..
لم أعُدْ رمز الندى ما عُدتَ رمزاً للسنا
قد ترَكَ الصبحُ كِلَيْنا وانبلجْ!!


رُبّما أخطأني كيوبيدُ بالسهمِ الرّصاصيِّ..
لعلّي

لم أكن دافْني ولا أنتَ أبولو

إنّما

أُسطورةٌ أخرى لها عشرُ حِجَجْ!


في ذكرى عشرِ سنوات حب..
إيمان الحمد.