الجمعة، ١٧ شوال ١٤٢٩ هـ

.......!


فؤادي تماماً كهذا القَلَمْ!
فيجترحُ الحُبّ..يكسُرُ ذِكراكَ..
كي يُسكِتَ النّبضَ وَقْعُ الألمْ!
وقد شرّدَ الشوقَ بين ضلوعي
ففي كلِّ شِبرٍ ترى بعض دَمْ!
تماماً تماماً كهذا القلمْ!
إذا ما توضّأ بالحبرِ..
صلّى على الوَرَقِ الليلَ يتلو السّقَمْ!
وينثُرُ فوق القراطيسِ بعضَ
حروفِ الخطايا وبعضَ الظُّلَمْ..
وينثُرُني فوقَهُنّ رُزَمْ!
فلا شيء يجمعُني حين يغدو فؤادي قلمْ!
إيمان الحمد

......!


وحيدة..
كذكرى سعيدة..
كشمسٍ تمدُّ يد الضوءِ رغمَ السماءِ البعيدة..
كفنجان قهوته في الصباحِ
كتلك الجريدة..
كحبٍ على هامشِ القلبِ دَوَّنَ رُبْعَ قصيدة..
كأمسٍ توسّلَ بي أن أُعيدَه..
كيومٍ مللتُ خُطاهُ الوئيدَة..
كمستقبلٍ لم أُخمِّنْ جديدَه..
وحيدة..
كأشياءَ أخرى عديدة !
إيمان الحمد

الخميس، ١٥ جمادى الآخرة ١٤٢٩ هـ

هكذا الحبُ....فصول

Beachside stroll by Daeni Pino
.
.
هل يذوبُ الحزنُ في صمتِ هزيعِكْ؟
حينما تقصُرُ قاماتُ شموعِكْ
ويلوذُ الجُرحُ بالملحِ
ويسلو الجفنُ بالقَرْحِ
فلا أشعُرُ بالموتِ على حَدِّ نُصوعِكْ!
حينما يخْتضِبُ الفجرُ بريحانِ طلوعِكْ
حينما ينسكبُ الأبيضُ زهراً فوق سيقانِ زروعِكْ
حينما أسألُ نفسي
ما الذي أيقظَ أوراقَ هجوعِكْ؟
ولماذا كلّما يرْبَدُّ لونٌ فيّ أمتدُّ كظِلٍّ وأولّي ظُلمتي شَطْرَ سطوعِكْ؟
وإذا ما وَجَعي صيّفَ في القلبِ وقد أنضَجَهُ..
جئتَ تجُزُّ النُّضجَ كي تزرعَ طيْشاً من ربيعِكْ؟
ولماذا أتدفّى بصقيعِكْ؟
لستُ أدري..غيرَ أني..
كلما غِبتَ أُصلي لرجوعِكْ..
ولئن طوّقْتَني قلتُ متى تشبعُ يا حبُ لقد ضِقتُ بجوعِكْ؟
أإذا الليلُ تفشّى في ربوعِكْ؟
وبدا مُنكسِراً بين ضلوعِكْ؟
أم إذا شوقاً تمادتْ بعضُ أفكارِ دموعِكْ؟
أنت لن تشبعَ يا حبُ فـها زِدْتَ انحناءً في ركوعِكْ!
أنتَ لن ترفُقَ يوماً بصريعِكْ
وأنا ما كُنْـتُـهُ..
هل حينما سَرْبلْتُ قلبي بدروعِكْ
صرتُ كالجُندِ بشِطْرَنجِكَ أمشي دون أن أدري على كلِ فروعِكْ؟؟؟
ألذا أبكي..لذا أنتظرُ الصّفحَ وما أخطأتُ..هل ذلك من عدوى خضوعِكْ؟
أيها الحبُّ وإنّا
مثلما الجدرانُ تنهارُ وتُبْنى
ولقد يهترئُ القلبُ الذي يخْتلِقُ النّشوةَ ما بين صدوعِكْ!
ولقد أُمسِكُ بالمُنهارِ من قلبيَ لكن لا يدٌ تحنو على أنقاضِ قلبِكْ!
ولقد أعقُدُ خيطَ الطُّهرِ في شرقِكَ بينا عُقدةُ الذنبِ بغربِكْ!
أنت يا حبُ كما يوسُفَ إذْ هَمَّ ولكنْ
لم ترَ بُرهانَ ربِّكْ!
فتبعثرْتُ بقُرْبِكْ!
ولذا لم أنتبِهْ حين رماني السُّكْرُ في غَيبةِ جُبِّكْ!
هكذا يا حبُ حتى سَكَنُ الليلِ بأجفانِكَ مُربِكْ!




إيمان الحمد




السبت، ١٠ محرم ١٤٢٩ هـ

البحرُ يشهقُ في دمي!



هلّا أعرتَ مدامعي قلماً وفاهْ



كي تكتُبَ المنفى وكي تشكو جفاهْ



يا بحرُ رملُ مدينتي كَرْمٌ فما



دُسْنا على صهبائه إلا حُفاهْ



يا بحرُ حرفُ الشوقِ جُنّ بداخلي





فتمخّضتْهُ بلهجتي كلُّ الشفاهْ




وإذا تحرّك في حشا الأمواجِ تعصفُ



نائحاتُ الريحِ بي و تهبُّ آآآآه !



الليلُ يغشى البحرَ واللُججُ اضطرامُ



ثلاثِ ظُلْماتٍ تُبددُها رؤاهْ


؛؛؛؛؛؛


وأنا كما الجَزْرِ انكمشتُ وكنتُ مدّاً



عارياً في الحُبِّ..نشوانَ المرايا



فاسْتحى (الكورنيشُ) مما قد رآهْ!




وتحَمْحمَ النخلُ الأصيلُ وشمّرَ الرملُ الخجولُ




ثيابهُ كي لا تُبلّلها المياهْ!




لكنّ مدّي فارِعٌ شَبِقٌ تمرّغَ في عناقيدِ الحياهْ




وهوى ذراعاهُ جناحا نورسٍ ثَمِلٍ



يخالُ البدرَ يرقُصُ في رؤوسِ الموجِ..



جاء يضُمّهُ..فأتى ضياهْ!


؛؛؛؛؛؛


يا بحرُ إني قد رأيتُ الشمسَ تعصُرُ خمرَها في مقلتيكَ



رأيتُ سِرْبَ نوارِسٍ



أكلتْ من الرأسِ المُسمّرِ فوق شطْئي كاهليكَ




ألا فنبئني بتأويلٍ لرؤيايَ التي ـ يا بحرُ ـ







قد ضاقتْ عليكَ




فهاهنا تترنّحُ الحوريةُ الشقراءُ سُكْراً




ريثَ تمخُرُ صدركَ المُكتظّ ورداً أزرقاً







وجدائلاً بيضاَ..كأن عُبابكَ







الباقاتُ قد لُفّتْ بأهدابِ الزّبدْ




وهنا السماءُ كخيمةٍ نُصِبتْ عليكَ بلا عَمَدْ




والليلُ محضُ قصيدةٍ كُتِبتْ بخطٍ أفعوانيٍ




وها لدغَ المدى فازْرَقّ كاحِلُهُ..




وبانَ الفَجرُ يصرُخُ ياااااا مَدَدْ..




وهنا حديثُ الروحِ عند الصُّبحِ يغتابُ الجسدْ!




؛؛؛؛؛؛



يا بحرُ إن الشمسَ تدنو..




إنها تسقيكَ من قُبَلِ الوداعِ اللاهبهْ




أدري ولا يكفيكَ دِنٌّ واحدٌ..



بحرُ الغوايةِ أنتَ.. فاظمأْ



ثمّ راوِدها أُصيلالاً وقُلْ للأفقِ:




شمسُكَ غائبة!