
مؤلمٌ حدَّ الضّياعْ.. أن يموتَ الليلُ في عَينيَّ والأنجمُ حُبلى.. أن يصيرَ الكونُ في رأسيَ أفكارًا وسؤلا.. أن أرى ما قبلُ بعدًا وأرى ما بعدُ قبلا..! أن أظنّ الليلَ إنْ عَسْعسَ في أنحاءِ أوراقيَ بِدْعًا ونُبوءاتِ اختراعْ..!
الخميس، ٢٩ سبتمبر ٢٠١١

لا يا سارة!

ثم
أُهدي أطفالي وأطفالكم هذه التجربة..
لا يا سارة!
سارة: اليومَ العطلة يا مصعب
فتعالَ إلى الشارعِ نلعبْ
عندي لُعَبٌ عندي كُرَةٌ
والشارعُ أحلى من ملعبْ
مصعب: لا يا سارة لا يا سارة
الشارعُ نعرفُ أخطارَه
لا يصلحُ أن نلعبَ فيه
كي لا تصدُمنا سيّارة
السيارة: من ناداني من ناداني
من نادى منكم سيارة؟
هل قُلتُم اسمي يا سارة؟
إني مُسرِعةٌ فانتبهوا
واستمعوا لكلامِ إشارة
الإشارة:من ناداني من ناداني
أترَونَ جميعًا ألواني؟
أحمرُ أصفرُ أخضرُ عندي
ولها يا أطفالُ معاني
قفْ حين ترى الضوءَ الأحمرْ
وتهيّأ إن لاحَ الأصفرْ
وامشِ فهذا الضوءُ الأخضرْ
وتمهّلْ يا طفلي واحذرْ
سارة: لستُ أخافُ من السيارة
وإشارة هذي ثرثارة
يا مصعبُ كُنّا شُجعانا
لكنّكَ أصبحتَ جبانا
أنا أكبرُ منكَ أنا أقوى
وسأخرجُ للّعبِ الآنا
مصعب: لا يا سارة لا يا سارة
(تخرجُ سارة لتلعبَ في الشارع فترى السيارات مُسرِعةً ولا تكترث، وفجأةً يظهرُ كلبٌ في الشارع و(بم) تصدمه السيارة)
مصعب: أرأيتِ الكلبَ المسكينا؟
صار شعوري الآن حزينا
أرأيتِ الكلبَ المسكينا؟
لا يفهمُ أضواءَ إشارة
لا ينظرُ يُسرى ويمينا!
سارة :إني آسفةٌ يا مصعب
لا تحزنْ أبدًا لا تغضبْ
فالكلبُ المسكينُ يُعاني
هياّ للمستشفى نذهبْ
سارة ومصعب: شكرًا من قلبي لإشارة
فالشارعُ نعرفُ أخطارَه
لا يصلحُ أن نلعبَ فيه
كي لا تصدمنا سيارة
إيمان الحمد
الأربعاء، ٢٨ سبتمبر ٢٠١١
بثينة..زفة أدبيّة..

هل تسمعينَ صدى الزغاريدِ انتهى لسمائكِ المُلقاةِ تحتَ عباءةِ الأمواجِ أمْ لا!؟
ياقُبلةَ الشمسِ التي تفترُّ رُغمَ البُعدِ جذلى..
هلّا نفضتِ عن السماءِ ظلامَها وغُبارَ أنجُمِها المُثارِ بحلبةِ الأفلاكِ هلّا..
وفتحتِ نافذةَ القصيدةِ رُبّما منها أطلّتْ غادةُ الكلماتِ حائرةً وثملى..
وملأتِ دُنياهُ اخضرارًا كُلّما أجرى على ورقِ الهُيامِ (بُثينةَ)
يا قُبلة الشمسِ التي ما فارقتْ خدَّيْ (بُثينةَ) لم تجِدْ خدّينِ أحلى..!
ماذا لو اغتسلتْ بماءِ الضّوءِ فارتعشتْ بعينَيها الكواكبُ
كالسماءِ ولا سماءَ كما (بُثينة) ترتدي النجماتِ حِجْلا..!
هيَ كُلّما وَطأت برجلَيها مرايا الأفقِ صار رنينُهُ
وبدا الطريقُ بمُقلتَيها جدولًا تمشي به للحبِّ مَهْلا..؟
ماذا لو اكْتنزَ الغروبُ بثغرِها.. ؟
حتى إذا نَثَرتْهُ طاشَ الماءُ ثمّ غدا يُرتِّبُ قَطْرَهُ هَمْلًا فهَمْلا..
عَزَفتْ رؤى (حسنٍ) عليها أغنياتٍ قبل أن تلْتفَّ حولَ العينِ كُحْلا..
ياقُبلةَ الشمسِ التي مافارقتْ خدّيْ (بُثينةَ) لحظةً..
و(البدرُ) قد تَخِذَ الجوانِحَ موطِنًا والرِّمْشَ ظِلّا..
إهداء للعروس الغالية بثينة..
إيمان الحمد
الاثنين، ٢٦ سبتمبر ٢٠١١
حُبٌّ على حُب..

زهورَ دُعاءٍ تُكلِّلُ رأسي وخُبزًا بكفّي أُعاهدُ نفسيَ أن أحرسَه،
حروفٌ تعثّرُ في شفتيّ، دموعٌ تراقصُ في مُقلتيّ، عرائسُ حلمي، سكاكرُ جيبي، وأزرارُ ثوبي،وكُلّي وكُلّي...
يداكِ تُغني على غُرّتي ثم تضفرُ شعري
فيُضفرُ سِرُّ الوجودِ بمشطِ الأمومةِ هذا وما أقدسه،
نسجتِ حياتي بإبرةِ آهٍ وخيطِ حنانِ،
تُرى كُنتِ مخلوقةً من سنا العرْشِ أم من تُرابِ الجنانِ؟
ترى هل أفيكِ المحبّةَ يوما؟
وحُبُّكِ رحبٌ كثوبٍ عظيمٍ ويعجزُ قلبيَ أن يلبسَه!
أتدرين أني أعيشُ هنا فيهما دون أن ترتديني الحدودْ!
ومازالَ ذاتُ السؤالِ يهيمُ: ألا تشكوان ازدحامَ الوجودْ؟
وكلُّ القُرى فيهما والمدائنُ والبحرُ والأغنياتُ..
كأني بهنّ خشعن لرحمةِ عينيكِ ثم اقترفن السجودْ!
أحبكِ أمي ويجدرُ بالحبِّ إمّا ذكرتُكِ أن يتنفّسَ دفءَ الحنايا وأن يلمسَه،
ويجدرُ بي أن أُصلّي على ضفّةِ الليلِ كيما أُسائلَ ربي:
وليس كمثلكَ شيءٌ، فهل في المدى مثلُها امرأةٌ نَرجِسة!
تسكُنُ صدريَ أضلاعُ أُمّي،
ومازلتُ جَهْدًا أُحاولُ ألا أكون سواها،
أحاولُ أن أتعلّقَ في نجمتينِ تأرجحتا بين قلبي وبين سماها،
وأن أتلقّفَ ذاتَ صلاةٍ تسابيحها وكفوفَ دُعاها،
لعلّيَ أقدرُ أن أُمسكَ الدَّمعَ فيهِنّ أو أحْبِسَه!!
قالوا بأنّي تخرّجتُ أُمّي
وما كنتُ أدرسُ في صَفِّ طِبٍّ ولا هندسة،
ولكنني قد تخرَّجتُ شاعرةً من صفوفِ حنانكِ يا مَدْرسة!