الخميس، ٢٦ ذو القعدة ١٤٢٨ هـ

4- تابع البحث

3ـ من أيّ أصلٍ تنحدر(ال)؟؟
هل هي ابنةٌ لـ(الذي) أم مجرّدُ أُختٍ له؟؟
ذكرنا في التمهيد بأنّ (الذي) ثقلت على ألسنتنا فرُحْنا نطلب الخفّة في بعضها خاصةً في لهجتنا العامية..واستبدلناها بـ(اللي) واستبدلها آخرون بـ(ال)،كما أنّ القُدامى لم يتركوها وشأنها بل نهكوها بالحذف كما عبّر عن ذلك الزمخشري،فهم تارةً يحذفون الياء ويُسكنون ما قبلها،فيقولون:الذْ والتْ،بإسكان الذال والتاء بعد حذف الياء منهما،كقول أحدهم:
فكنت والأمر الذي قد كيدا كالذْ يزبي زبية فاصطيدا
وقول آخر:
أرضنا التْ آوت ذوي الفقر والذل فأضحوا ذوي غنى واعتزازِ
أو يحذفون الياء ويكسرون ما قبلها،كما في قول أحدهم:
لا تعذل الذِ لا تنفك مكتسباً جهلاً وإن كان لا يبقي ولا يذرِ
وقول آخر:
شغفت بك التِ تيمتك فمثل ما بك ما بها من لوعة وغرامِ
وقد نقلها أئمة اللغة على أنها لغات،وبذلك ألجموا من ذهب إلى أن بابها الشعر فقط.(1)ومن أوجه تخفيف (الذي) قول بعضهم (لذي) بحذف (ال)،قال أبو حيان ولم يذكر ابن مالك شاهداً على تخفيف (الذي) وفروعه إلا قراءة أعرابي حكاها أبو عمرو (صِراط لذين)و في كتاب الشواذ لأبي محمد عبد السلام من قبيلة المقري السلام (صراط لذين) قرأ أُبي بن كعب وابن السميفع وأبو رجاء بتخفيف اللام حيث كان:جمعاً أو واحداً.. (2)
ولكن هل يعني ذلك أن (ال) بعضٌ من (الذي)؟؟إنّ من النحاة من ذهب إلى هذا القول فاعتبر (ال)بقية (الذي) كما في قول الشاعر:من القوم الرسول الله منهم.......أي الذين رسول الله منهم،فحذف الاسم اكتفاء بالألف واللام.كذلك قال بعضهم بأن (ال) في قول الشاعر:ما أنت بالحكم الترضى حكومته........بقية الذي (3)
وقال أبو حيان في ارتشاف الضرب"ما ورد من ذلك ـ أي دخول ال على مضارع ـ أصله الذي، فحذف إحدى اللامين و(ذي) ضرورة وبقي منه (ال)"(4)كما ذهب الزمخشري أيضاً إلى أنها منقوصة من الذي وأخواتها ذلك لأن الموصول مع صلته التي هي جملة بتقدير اسم مفرد فتثاقل ما هو كالكلمة الواحدة بكون أحد جزئيها جملة،فخفف الموصول تارة بحذف بعض حروفه إذ قالوا في (الذي) (الذْ) بسكون الذال وتارة بحذف بعض الصلة.(5)فقد ورد في أوائل الكشاف عند تفسير (كمثل الذي استوقد ناراً)قوله:إن (ال) في الصفات بعض الذي وإنما لكثرة الاستعمال متوصلاً به إلى وصف المعارف بالجمل نهكوه بالحذف،فحذفوا تارة الياء وحدها وتارة الياء والكسرة وتارة اقتصروا على (ال)وظاهر كلام الزمخشري بل صريحه في المفصّل أن اللام في الذي حرف تعريف وأن اللام التي تعد من الموصولات هي تلك اللام التي كانت في الذي إلا أنها تُعد اسماً لا حرفاً لأنها بمنزلة الذي لكونها تخفيفاً له.وردّ عليه صاحب تعليق الفرائد بقوله:دعوى لا دليل عليها وفيها ما رأيت من جعل الاسم عين الحرف وهو باطل.وقد ردّ الرضي على القائلين بأنّ (ال) بعضٌ من (الذي) بقوله:والأولى أن نقول اللام الموصولة غير لام الذي لأن لام الذي زائدة بخلاف اللام الموصولة،والجمهور على أن اللام التي هي من الموصولات ليست منقوصة من الذي بل اسم موضوع برأسه.(6)
وردّ عليهم كذلك ابن الحاجب في الكافية حين قال:"والأولى أن نقول اللام الموصولة غير لام الذي لأن لام الذي زائدة بخلاف اللام الموصولة وقالوا الدليل على أن هذه اللام موصولة رجوع الضمير عليها في السعة نحو:المرور به زيد".
(7)
إذن.. فـ(ال) ليست جزءاً من (الذي) إنما هي اسم موصول مستقل بذاته ووظيفته وبما يدخل عليه ـ فالرأي الراجح هو رأي الجمهور ـ مثلها في ذلك مثل سائر الأسماء الموصولة، وإنما حيّرتهم لشبهها بالحرف ولدخولها الشائع على المشتقات ودخولها النادر على الأفعال!!
4ـ حكم دخول (ال) على المضارع :
هل هو ضرورة أم اختيار ؟
قبل أن نُشمِّرَ القلم ونَنُثَّ المداد ..
لابد أن نُعِّرجَ على جنّةٍ بين أيدينا..لابُدّ أن نقطف من أثمارها كي يطيبَ بحثنا بفوائدها ويزدهي بألوانها خاصّةً وأنّ ما سنتناوله يُمثّل لُبَّ دراستنا ..
من هنا نبدأ بقول السيوطي في همع الهوامع وهو يقسّم العلماء إلى مذهبين كما ارتأينا تقسيمهم يقول:((توصل (ال) بصفة محضة وفي المشبه خلاف،وبمضارع اختيار_عند ابن مالك_وقال غيره قبح وبجملة اسمية وظرف ضرورة شعرية))
ثم فصّل ذلك بقوله :
(في وصلها بالفعل المضارع قولان : أحدهما :توصل به ،وعليه ابن مالك ،لورودها في قوله :
ماانت بالحكم الترضى حكومته
وقوله:
ما كاليروح ويغدو لاهياً فرحا.
وقوله :
إلى ربه صوت الحمار اليجدع.
والثاني:
لا،وعليه الجمهور وقالوا الأبيات من الضرورات القبيحة،ولا توصل بالجملة الاسميه ولا الظرف الا في ضرورة بإتفاق. كقوله:
من القوم الرسول الله منهم .
وقوله :
من لايزال شاكراً على المَعَه.
(أي الذين رسول الله والذي معه)(8)

ومن هنا اختلف العلماء في اتصال (ال) بالفعل المضارع إلى فريقين :
1_ بعضهم قال أن دخولها مخصوص بالشعر أي (ضرورة شعرية)،وعليه جمهور البصريين ..
قال الرماني في معاني الحروف:
((وقد اضطُرَّ الشاعر فأدخلها على الفعل المضارع وذلك نحو
قوله:فيستخرج اليربوع من نافقائه ومن بيته ذي الشيخة اليتقصّعُ
وقوله:يقول الخنا وأبغض العجم ناطقاً إلى ربا صوت الحمار اليجدعُ
وقوله:ماأنت بالحكم الترضى حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدلِ
وهذا من أقبح الضرورات ولايجوز استعماله في سعة الكلام)) (9)
وقال ابن السراج في كتاب الأصول:لما احتاج الى رفع القافية قلب الاسم فعلاً وهو من أقبح ضرورات الشعر،وقد صرّح صاحب الإنصاف في مسائل الخلاف بخطئها لشذوذها قياساً واستعمالاً وعلّل ورودها في الأمثلة السابقة بضرورة الشعر فالضرورة لا يقاس عليها كما لو اضطرّ إلى قصر الممدود أو مد المقصور وعلى ذلك سائر الضروات فلا يدُل جوازه في الضرورة على جوازه في غير الضرورة فسقط الاحتجاج به(10)
2ـ والبعض الآخر جعل دخولها اختياراً ،ومنهم ابن مالك وفاقاً لبعض الكوفيين وقد ذكر مذهبه السيوطي في همع الهوامع وأوردنا قوله آنفاً، فعلى رأي ابن مالك أن دخول (ال) على المضارع لايختص بالشعر بل قد يجوز في الاختيار، قال:
((وعندي أن مثل هذا غير مخصوص بالضرورة،لتمكن قائل الأول أن يقول:
(ماأنت بالحكم المرضي حكومته ) ولتمكن قائل الثاني من أن يقول
(إلى ربنا صوت الحمار يجدعُ)ولتمكن الثالث من أن يقول(ما من يروح)
ولتمكن الرابع من أن يقول(وما من يرى)فإذا لم يفعلوا ذلك مع استطاعته
ففي ذلك إشعار بالاختيار وعدم الاضطرار ،وأيضاً فمقتضى النظر وصل
الألف واللام إذ هما من الموصولات الاسمية بما توصل به أخواتها من الجمل
الاسمية والفعلية والظروف فمنعوها ذلك حملاً على المعرّفة،لأنها مثلها
في اللفظ وجعلوا صلتها ما هو جملة في المعنى ومفرد في اللفظ صالح
لدخول المعرفة عليه،وهو اسم الفاعل وشبهه من الصفات،ثم كان في
التزام ذلك إيهام إن الألف واللام معرفة لا اسم موصول فقصدوا
التنصيص على مغايرة المعرفة،فأدخلوها على الفعل المشابه لاسم الفاعل
وهو المضارع فلما كان حاملهم على ذلك هذا السبب وفيه
إبداء ما يحق إبداؤه وكشف ما لا يصلح خفاؤه استحق أن
يجعل مما يحكم فيه بالاختيار ولا يخص بالاضطرار ولذلك
لم يقل في أشعارهم،كما قل الوصل بجملة من مبتدأ
وخبر كقوله:من القوم الرسول الله منهم))(11)
وقد نبّه سيبويه على أن ماورد في الشعر من المستندرات لايعد اضطراراً،إلا إذا لم يكن للشاعر في إقامة الوزن وإصلاح القافية مندوحة...ومما يشعر بأنهم فعلوه اختياراً أنهم لم يفعلوا ذلك إلا بالفعل المضارع لكونه شبيه باسم الفاعل أما قول الشاعر : من القوم الرسول الله منهم ...فنادر معدود من الضرورات لأن (ال) فيه بمعنى الذين ولا يتأتى له الوزن إلا بما فعل(12)
ورأي ابن مالك كرأي سيبويه مما يوحي بتأثره به.
ويمكننا أن نرد على ابن مالك كما ردّ عليه صاحب تعليق الفرائد فنقول بأن ابن مالك عبّر بالضرورة الشعرية عن:ما ليس للشاعر منه مندوحة، وهذا غير صحيح، يقول ابن عصفور(ت 669)في كتابه ضرائر الشعر((إن الشعر لما كان موزوناً،أجازت العرب فيه ما لايجوز في الكلام اضطروا إلى ذلك أم لم يضطروا إليه ،لأنه موضع أُلفت فيه الضرائر ))
(13)
لأن الشاعر لا يلزمه تخيل جميع العبارات التي يمكن أداء المقصود بها فقد لا يحضره في وقت النظم إلا عبارة واحدة تؤدي مراده فيكتفي بها ولو فتح هذا الباب لاتسع الخرق وأمكننا في كل ما يدعى أنه ضرورة أن يدعى أنه أمر اختياري لتمكن الشاعر من أن يقول غير تلك العبارة،ويعين تركيبا آخر تم الوزن به :وهذا سهل على من له محاولة لنظم الشعر،ولايكاد يعوزه ذلك في جميع الأشعار أو غالبها فهذه طريقة كما تراها والمعول عليه عندهم في تفسير الضروره أنه مالايوجد إلا في الشعر كان للشاعر عنه مندوحة أو لم يكن.(14)
وخلاصة القول:
أن العلماء قد اختلفوا في حكم (ال) فقال الجمهور بشذوذها فما جاء منها في الشعر فهو ضرورة وعلى ذلك البصريون،وقال ابن مالك بجوازها في السعة أي أنها اختيار في الشعر والنثر وقد وافق بذلك رأي الكوفيين،والمعروف أن العرب لم تُدخل (ال) على الفعل لأنها كرهت إدخال(ال) الموصولة عليه وهي شبيهة بـ(ال) التعريف المختصّة بالأسماء فأتت بما يجوز إدخال (ال)التعريف عليه وما يؤدي معنى الفعل في الوقت نفسه وهو اسم الفاعل ومايتبعه من الصفات،وهذا يدُل بوضوح على كراهية العرب لهذا الأسلوب في التعبير وبالتالي شذوذه وندرته،فلا يسعنا بعد تفصيل الموضوع وتفنيد رأي ابن مالك إلا أن ننضوي تحت لواء الجمهور ونحكم عليها بالضرورة فيما سيُقابلنا من شواهد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)انظر تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد للدماميني ،ج2 ص185
(2)انظر تعليق الفرائد للدماميني ج2 ص191
(3)انظر الجنى الداني للحسن بن القاسم المرادي ص201
(4)ارتشاف الضرب لأبي حيان ج1 ص531
(5)انظر الكافية في النحو لابن الحاجب المالكي ص35
(6)تعليق الفرائد للدماميني ج2 ص212-213
(7)الكافية لابن الحاجب ص35
(8) همع الهوامع للسيوطي ج1 ص85
(9)معاني الحروف لابي الحسن الرماني النحوي ص68
(10)انظر الإنصاف في مسائل الخلاف لكمال الدين ابي البركات .ص151
وانظر خزاة الأدب للبغدادي ص31
(11)شرح التسهيل لابن مالك،لجمال الدين الجيّاني الأندلسي ص202
وانظر في علم النحو د.امين علي السيد ص149-150
والجنى الداني في حروف المعاني للحسن ابن القاسم المرادي ص201-202
و همع الهوامع للسيوطي ج1 ص85 و خزانة الأدب للبغدادي ج1 ص33
وتعليق الفرائد للدماميني ج2 ص 116 -117و ارتشاف الضرب لأبي حيان ص 531
(12) انظر شرح الكافية الشافية.للعلامة جمال الدين الطائي الجتاني ص300-301
(13) ضرائر الشعر .تحقيق السيد ابراهيم محمد _ ص13
(14)انظر تعليق الفرائد للدماميني ج2 ص 218-219


هناك تعليقان (٢):

التميز المثالي للخدمات المنزلية يقول...

شركة تاج للتنظيف بالدمام 0551844053

شركة مكافحة حشرات بالدمام

شركة رش مبيدات بالدمام

شركة تنظيف شقق بالدمام


شركة تنظيف فلل بالدمام

شركة مكافحة حشرات بالخبر

شركة تنظيف بالدمام

شركة مكافحة حشرات بالاحساء

شركة مكافحة النمل الابيض بالاحساء


شركة مكافحة حشرات بالجبيل

شركة مكافحة النمل الابيض بالجبيل


شركة تنظيف منازل بالجبيل

شركة مكافحة النمل الابيض بالدمام

شركة تنظيف مجالس بالدمام

خدمات متميزة يقول...

نقدم لكم عملائنا الكرام افضل شركة تنظيف ومكافحة حشرات بالمنطقة الشرقية والتي من خلالها تستطيعون الحصول علي افضل خدمات التنظيف الشاملة لجميع اركان المنزل فمع شركة المثالية للتنظيف انتم دائما في امان فتعد شركة المثالية للتنظيف بالقطيف افضل شركة متخصصة في تنظيف المنازل والشقق والفلل والمجالس والبيوت والكنب والسجاد والمفروشات بالقطيف وكذلك بجميع مدن ومحافظات المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية , تعتمد شركة المثالية للتنظيف بالقطيف علي افضل واحدث اجهزة التنظيف المثالية والتي من خلالها نسنطيع نقديم افضل خدمات التنظيف الشاملة للمنازل والمجالس بافضل جودة ممكنة وبارخص الاسعار المثالية فعندما نبحث عن افضل شركة تنظيف بالمنطقة الشرقيو فنحن بحاجة الي شركة المثالية للتنظيف التي لديها الخبرة الكبيرة والامكانيات الكبيرة والقدرة الهائلة علي خدمة عملائها بالاستعانة بامهر العمالة ذات الخبرة الكبيرة في مجالات التنظيف منذ عشرات السنوات ولم تغفل شركة المثالية للتنظيف فروعها الاخري بل اننا نقدم افضل خدماتنا بالاحساء من خلال شركة المثالية للتنظيف بالاحساء التي تستطيع توفير كافة الامكانيات اللازمة لتنفيز خدمات النظافة الشاملة بالاحساء وكذلك مدن محافظات المنطقة الشرقية فكل هذا تستطيعون الحصول علية من خلال
شركة المثالية للتنظيف بالاحساء
كما ان شركة المثالية للتنظيف لم تغفل افضل الخدمات واكثرها اهمية لعملائها وهي خدمة مكافحة الحشرات فلدينا شركة المثالية لمكافحة الحشرات التي تسستطيع تقديم خدمة ابادة الحشرات الطائرة والزاحفة بجميع انواعها باستخدام افضل المبيدات الامنة والنظيفة ذات التاثير القوي والفعال علي الحشرات والتي من خلالها نضمن لعملاء شركة المثالية لمكافحة الحشرات بالاحساء العيش في منزل امن خالي من الحشرات بجميع انواعها فلدينا الخدمات الاتية
شركة المثالية لمكافحة الحشرات
شركة المثالية لمكافحة الحشرات بالاحساء
شركة المثالية لمكافحة الحشرات بالدمام